فيرزة..

2010/06/02 at 11:52 م (هطل لم يزل)

                      
 
 
 
دمشق تفيرز صباحاتها على مهل..
تشرب رائحة قهوتي.
ترفع أطراف ثوبها..
تسير حافية على رؤوس أصابعها..
الشمس ساحرة تطرح على مرآتها ذات السؤال..
تسمع منها ذات الإجابة..
 ثم تكسرها..
وشام  تعبث بأساورها..
تدير في إصبعها خاتمها..
تغمض عينيها.. وتحلم..
ترجع رأسها إلى الوراء.. وتضحك..
ماذا تصنع الغيوم في صحو مشرق كهذا؟
في ربيع متأخر كهذا؟
في نهار رائق مثل هذا؟
لا مكان لك في سمائي بعد اليوم..
عليك أن تنسحبي.
 
مترعة أنا حد الفيض..
أغصاني مثقلة بليمون مدينتي الساهمة..
وردي يغالب النعاس ليفتح عينيه..
والشذا يحيط بأمسياتي.
فانسحبي يا غيوم..
انسحبي..
لا أريد أن يختلط شعري بغلالتك..
لا أريد أن تنثقبي.. ويبلل رذاذك ثوبي..
السماء لي..
فانسحبي.
 
 
الحب يكمن لي وراء الأبواب الموصدة..
في زوايا الأماكن..
وروحي نور.
الياسمين ينبجس من مسامات أصابعي..
ينام تحت وسادتي..
وقلبي عطر.
لن يحجب قمري غيم.. مهما اسود..
لن يسكت غنائي عتم.. مهما اشتد.
وأنا..
أسمو عالياً..
فوق كل السنديان..
فوق رفوف الطيور..
فانسحبي يا غيوم..
لك رؤوس الجبال.. فاتكئي عليها.
لك سلاسل النجوم لتطرزي بها أسمالك الرمادية..
لكن ناصع البياض لي..
شاهق السماء لي..
وليس أمامك..
سوى أن تنسحبي.
 
 
 

أضف تعليق