تلج تلج..
تلج تلج عم تشتّي الدنيي تلج..
فيروز تغني..
و السماء تستجيب
للأغنية ..
للأمنية . .
للدعاء
أخيرا …
هو الشتاء
هذا هو الشتاء …
هذا هو شتاء دمشق الذي سكن ذاكرتي .
شتاء تسيل لبياضه المشرق كل الألوان الأخرى في الأشياء و القلوب ..
فتسارع إلى الاختباء خجلا و حرجا من روعة هذا السطوع المبهر ..
و برد قطبي مهاجر يتصارع مع لهب مدفأة تزمجر مهددة بقسوة
يحرق لفح النار فيها قشرة ثمرة الكستناء المستلقية على سطحها باضطراب تولده حرارة متأججة ..
حرارة تذيب صخرها ..
و تبعث الليونة فيها..
و تصبغها بلون النار و الحريق .
و تحيلها من شيء … إلى مجموعة أشياء
تحولها من جماد يشبه الحجر …
إلى طعم… و رائحة… و … ذكريات .
و دمشق المدينة .. الجليلة الرزينة ..
بدت اليوم كعروس قد أزالت الفرحة تحفظها و افتعالها السكينة ..
الأبيض يكسوها …
من قمة جبلها…
حتى أخمص شوارعها
ووقفت..
على رؤوس أصابعها ..
ترتجف بردا.. و توقا…و حنينا …
إلى شتاء طالما واعدها ..
و طالما أخلف موعده معها .
شتاء قاس ظالم ..
شديد السطوة .. شرقي الملامح ..
يتهادى بين يديه عطر البنفسج و طين البيوت و ثمار الكباد و النارنج
شتاء اشتاقت إليه طويلا ،
فرغم عنفه و جبروته ..
لم يكن يخفى على عينها و قلبها ..
أنه يضم تحت معطفه الثقيل … قلبا كريما دافئا ..
و أن في عينيه حنان الربيع … و أقمار الليالي الصيفية .
و يحمل تحت عقدة حاجبيه سنونوات نيسان … و ياسمين حزيران … و ورق أيلول الذهبي .
في طفولتي المبكرة ،
في كتا ب قراءتي
و إلى جانب ” عروسة ” الزيت و الزعتر الملفوفة بورق أسمر خشن ..
و مع كمشة “القضامة المكسرة” يدسّها آذن المدرسة في جيب صدريتي على باب الدخول ..
قصيدة سكنت مع الثلج في خلية واحدة من خلايا ذاكرتي غريبة الأطوار .
فصيدة عن الثلج …
فكانت أبدا متلازمة معه ..
فهما يظهران معا ..
و يغيبهما النسيان معا..
قصيدة حفظتها مع رائحة الحطب المبلل و هو في طريقه إلى التجمّر في مدفأة الصف العجوز
في بيت عربي كبير ، موغل في القدم ، موغل في العراقة ..
بيت تنكر على هيئة مدرسة ابتدائية حملت و ما تزال اسم الملكة بلقيس
يدفئ الحب و التلاصق مع صديقات اللعب و الدراسة قلوبنا الصغيرة الغافية بأمان تحت الأذرع المكتفة بصبر ..
و صوت معلمتي الصبية الحسناء يقطر من تحت ابتسامتها و هي تعيد على مسامعنا المقطع الأخير من القصيدة المقطع الذي يقول :
يا ثلج قد ذكرتني أمي
أيام تقضي الليل في همي
مشغوفة .. تحار في ضمي
تحنو علي .. مخافة البرد ..
أظن أن هذا التلازم بين الثلج و القصيدة ، بين الزمان و المكان هو سبب التلازم الآخر الذي ذكرت أولا ..
التلازم المجنون
العجيب ..
بين الثلج .. و الدفء .. و الحب .
فأسعدتم ثلجا .. و دفئا .. و حبا .
هو الشتاء
هذا هو الشتاء …
هذا هو شتاء دمشق الذي سكن ذاكرتي .
شتاء تسيل لبياضه المشرق كل الألوان الأخرى في الأشياء و القلوب ..
فتسارع إلى الاختباء خجلا و حرجا من روعة هذا السطوع المبهر ..
و برد قطبي مهاجر يتصارع مع لهب مدفأة تزمجر مهددة بقسوة
يحرق لفح النار فيها قشرة ثمرة الكستناء المستلقية على سطحها باضطراب تولده حرارة متأججة ..
حرارة تذيب صخرها ..
و تبعث الليونة فيها..
و تصبغها بلون النار و الحريق .
و تحيلها من شيء … إلى مجموعة أشياء
تحولها من جماد يشبه الحجر …
إلى طعم… و رائحة… و … ذكريات .
بدت اليوم كعروس قد أزالت الفرحة تحفظها و افتعالها السكينة ..
الأبيض يكسوها …
من قمة جبلها…
حتى أخمص شوارعها
ووقفت..
على رؤوس أصابعها ..
ترتجف بردا.. و توقا…و حنينا …
إلى شتاء طالما واعدها ..
و طالما أخلف موعده معها .
شتاء قاس ظالم ..
شديد السطوة .. شرقي الملامح ..
يتهادى بين يديه عطر البنفسج و طين البيوت و ثمار الكباد و النارنج
شتاء اشتاقت إليه طويلا ،
فرغم عنفه و جبروته ..
لم يكن يخفى على عينها و قلبها ..
أنه يضم تحت معطفه الثقيل … قلبا كريما دافئا ..
و أن في عينيه حنان الربيع … و أقمار الليالي الصيفية .
و يحمل تحت عقدة حاجبيه سنونوات نيسان … و ياسمين حزيران … و ورق أيلول الذهبي .
في كتا ب قراءتي
و إلى جانب ” عروسة ” الزيت و الزعتر الملفوفة بورق أسمر خشن ..
و مع كمشة “القضامة المكسرة” يدسّها آذن المدرسة في جيب صدريتي على باب الدخول ..
قصيدة سكنت مع الثلج في خلية واحدة من خلايا ذاكرتي غريبة الأطوار .
فصيدة عن الثلج …
فكانت أبدا متلازمة معه ..
فهما يظهران معا ..
و يغيبهما النسيان معا..
قصيدة حفظتها مع رائحة الحطب المبلل و هو في طريقه إلى التجمّر في مدفأة الصف العجوز
في بيت عربي كبير ، موغل في القدم ، موغل في العراقة ..
بيت تنكر على هيئة مدرسة ابتدائية حملت و ما تزال اسم الملكة بلقيس
يدفئ الحب و التلاصق مع صديقات اللعب و الدراسة قلوبنا الصغيرة الغافية بأمان تحت الأذرع المكتفة بصبر ..
و صوت معلمتي الصبية الحسناء يقطر من تحت ابتسامتها و هي تعيد على مسامعنا المقطع الأخير من القصيدة المقطع الذي يقول :
أيام تقضي الليل في همي
مشغوفة .. تحار في ضمي
تحنو علي .. مخافة البرد ..
التلازم المجنون
العجيب ..
بين الثلج .. و الدفء .. و الحب .
مجرد أنثى said,
2009/08/15 في 1:39 ص
اخالني امتلات ثلجا و حنينا إلى الطفولة هاهنا
مودتي
basima said,
2009/08/15 في 5:28 م
والحنين دافيء
حتى في عز البرد
محبتي