روبابيكيا..
استيقظت صباحا على صوت بعيد .. صوت مألوف ..
و لأنني بين اليقظة و المنام .. لم أعرف هل هو صوت يحمله إلي الهواء ؛
أم أنه مجرد استعادة لصوت قفز فجأة عن أحد رفوف الذاكرة المغبرة و راح يتراقص في خيالي ..
نظرت إلى ما حولي بدهشة .. أين أنا ؟
بين الفواصل
لا وقت لدي للحزن
لا وقت لدي للمناديل الملوحة للمراكب
ولا لتنهدات سنابل القمح المذبوحة المرمية في أطراف الحقول
لا وقت حتى لاستشفاف الحزن في هديل حمام المواجع
منشغلة أنا باللهاث وراء الفرح المتواري في زوايا العتم
منشغلة بالضحك قبل أن يحين موسم البكاء.
حكي من فوق الأساطيح
هذا الصباح رن جرس الباب في وقت أبكر من المعتاد، فتحت لأجد امرأة لا أعرفها ..
صباح الخير
صباح الخيرات .. تفضلي
إن شاء الله عامر .. دخيل عينك ، بتعرفي وين بيت راتب شرباتي ؟
لا والله، وين دلوكي ؟
قالوا لي بهالبناية ..
و الله يا عيني صار لي عشر سنين ساكنة هون ما سمعت عن بيت الشرباتي ..
أسواق دمشق القديمة..
أسواق دمشق القديمة ..
قديمة قديمة ، كثيرة جدا و متنوعة جدا ، مغطاة في معظمها لتحمي روادها من حر الصيف و أشعة شمسه و برد الشتاء و مطره و رياحه، يرجع معظمهاإلى ما قبل العهد العثماني ، و ما أنشئ بعده تلبية للحاجات الاقتصادية و الاجتماعية للمدينة أقيم في غالبه خارج سور المدينة القديم ، بينما جددتالأسواق القديمة الرابضة داخل السور ، و أعيد بناؤها على أنقاضها كالعنقاء تنهض من رمادها .
أقرأ باقي الموضوع »
آه يا شام..
و آه يا شام .
ما تزال الشام في خاطري .. تلك الصبية الحلوة الدافئة القلب
أطرز حاراتها بخطواتي الصغيرة و قفزاتي على ” رجل واحدة “
لأشتري سطل ” عرق سوس ” تسبح في شرابه الأسود قطع ثلج كبيرة
أغرق في سوادها الذي يخفت تدريجيا كلما اقترب اللون من الماسة الضخمة الشفافة . أقرأ باقي الموضوع »
شتاء آخر
برد شديد.. قارس .. قاسٍ.. يهاجم بلا هوادة..
كطفل صغير يشدك، يربت على ساقك، يرفع صوته وعينيه ويثغو ليلفت نظرك إليه.
قطرات الماء التي تنقر نافذتي.. وجدران بيتي.. وأطلال الياسمينة في شرفتي.
بدت لي ليلا.. مثل متسول يلاحقك يريد أن يشرح لك حاله.. وأنت منشغل عنه.
إليه.. بعضاً مني
أنا هنا
أرتب وحدي مشتل الذاكرة
أرقب بجزع ممض بتلات صنعتها على عيني
أضع في الجزء القصي رسائل الحنين
وأفرغ السلال من الفقد.أنا هنا
أقف وحدي على الغصن المواجه للشوق
أجري حساباتي
أدقق في خساراتي
وأسقط إلى البعيد.
تخاريف..
قلت في نفسي بلهجة لا تخلو من حزم:
“يا بنت..” _ هناك نوع من رفع الكلفة بيني وبيني _
“كفاك جلوساً إلى الجهاز الذي سلبك كل حياتك..
اخرجي للهواء والشمس” ..وفعلت.
أنا أحيانا أطيعني… لماذا؟ لأنني أحترمني، ولأنني تعودت أن أدللني وأنفذ أوامري.
خرجت برفقتي فقط، فأنا أستمتع بهذه الرفقة..
سألتني: “إلى أين العزم إن شاء الله؟” أجبتني: “كالمعتاد، إلى الشام.”
أنا أكره المواصلات، لا لشيء، لكنني أكره الوقت الذي يفصلني عن المكان الذي أقصد.
أكره المصاعد والمهابط، و أكره انتظار سيارات الأجرة، وأكره طول الطريق ..
أنا ماهرة في اختراع أشياء أكرهها..
بلا طول سيرة، وصلنا “أنا وأنا” أقرأ باقي الموضوع »
تلج تلج..
تلج تلج عم تشتّي الدنيي تلج..
فيروز تغني..
و السماء تستجيب
للأغنية ..
للأمنية . .
للدعاء